النظام السوري يستعيد اللواء 82 في درعا

منذ التدخل الروسي في سوريا، تمكن نظام الرئيس بشار الاسد من استعادة عدة مناطق استراتيجية، مستفيدا من الغطاء الجوي الروسي، الذي استهدف مخازن اسلحة المعارضة المعتدلة. وامس استعادت قوات النظام السيطرة على اللواء 82 القريب من بلدة الشيخ مسكين، التي تسيطر الفصائل المقاتلة على اجزاء منها في محافظة درعا في جنوب البلاد، بعد اشتباكات عنيفة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام، بدعم من مقاتلي حزب الله وضباط ايرانيين، استعادوا السيطرة على اللواء 82، وتمكنوا من التقدم في بلدة الشيخ مسكين، بعد السيطرة على الجزء الشمالي في البلدة، التي وقعت العام الماضي تحت سيطرة الفصائل الاسلامية، وبينها جبهة النصرة.
بدوره، قال قائد دائرة العمليات في هئية الاركان الروسية سيرغي رودسكوي، ان القوات السورية بدعم من الطيران الروسي سيطرت على قسم كبير من الحدود مع تركيا في اللاذقية، وعلى 3 مرتفعات مهمة.
«ريبر» تقتل دواعش
في سياق آخر، دمرت طائرة من دون طيار، تتبع سلاح الجو الملكي البريطاني، نقطة تفتيش تابعة لعناصر تنظيم داعش في سوريا، مما أدى الى سقوط عدد من عناصر التنظيم الإرهابي، طبقا لصحيفة ذي تايمز البريطانية. وأوضحت الصحيفة أن المقاتلات البريطانية قد تكون قتلت أول عدد من مقاتلي داعش، مشيرة الى طائرة بدون طيار، طراز «ريبر»، قصفت بصاروخ «هليفاير» نقطة تفتيش، جنوب مدينة الرقة معقل التنظيم، يوم عيد الميلاد.
الأتراك وغرب الفرات
إلى ذلك، تستمر قوات سوريا الديموقراطية، التي تضم عرباً واكراداً سوريين، في التقدم في مناطق داعش في ريف كوباني، وصولاً إلى سد تشرين على نهر الفرات، مما آثار حفيظة تركيا، وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده لن تنظر بإيجابية لأي قوات سورية معادية لأنقرة تتحرك غربي الفرات. جاء ذلك بعد انتزاع التحالف الكردي العربي السيطرة على السد. وعارضت تركيا طويلا تقدم القوات الكردية السورية، خشية أن يؤدي ذلك إلى إقامة دولة كردية على حدودها، وهو ما قد يشجع في المقابل الأقلية الكردية في تركيا.
وقال أوغلو إن المعلومات لدى حكومته توضح أن الجماعات، التي عبرت نهر الفرات في مطلع الأسبوع، كانت من العرب وليست قوات كردية. ويسعى هذا التحالف الجديد الى عبور الجهة الغربية من نهر الفرات، بهدف السيطرة على مدينة جرابلس شمال حلب، التي يستولي عليها «داعش».
إلى ذلك، ذكرت تقارير أن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة الى الحدود مع سوريا، استعدادا لأي طارئ اثر احتدام الاشتباكات.
صفقة الزبداني والفوعة
إلى ذلك، تمت صفقة تبادل الجرحى بين النظام السوري والمعارضة، في إطار تطبيق البند الثاني من اتفاق الزبداني في ريف دمشق وكفريا والفوعة في ريف إدلب. وكان جرحى الفوعة وكفريا وصلوا إلى مطار بيروت على متن طائرة تركية قادمة من مطار هاتاي التركي، ثم استكملوا رحلتهم في حافلات للأمن العام اللبناني، الى منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وسط مظاهر احتفال ورفع اعلام سورية واخرى لحزب الله.
موسكو ومناوراتها
إلى ذلك كشف مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى لوكالة الانباء الالمانية أن «موسكو تضغط بشدة على المعارضة السورية والدول الداعمة لها بسحب عبارة مرحلة انتقالية، من دون الرئيس السوري بشار الاسد، من أسس التفاوض المرتقب بين النظام والمعارضة». وقال المصدر إن «روسيا تسعى لتغيير موازين القوى العسكرية ميدانيا على الارض، من خلال قصف جوي مكثّف، تقوم به قواتها الجوية ضد قوى المعارضة، بحجة أنها قوى إسلامية، وبعد ذلك تفرض أجندتها السياسية على طاولة التفاوض في دعم النظام».
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن «موسكو تتبنى وجهة نظر النظام في عدم السماح للسوريين في الخارج بالانتخابات في حال إقرار انتخابات مبكرة، بحجة أن الناخبين في الخارج سيتبعون سياسات البلدان التي يستقرون فيها، وهي في معظمها غير مؤيدة للأسد!
ويقول مسؤولون أميركيون ومحللون عسكريون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق هدفه الرئيسي المتمثل في تثبيت حكومة الرئيس بشار الأسد بعد ثلاثة أشهر من التدخل في سوريا، وان موسكو يمكنها مواصلة العمليات العسكرية بالمستوى الحالي لسنوات نظرا لانخفاض تكاليفها نسبيا.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية طلب عدم نشر اسمه «أعتقد أنه لا خلاف أن نظام الأسد بالدعم العسكري الروسي أصبح على الأرجح في وضع أكثر أمنا مما كان».
واتفق خمسة مسؤولين أميركيين ان المهمة الروسية نجحت بكلفة منخفضة نسبيا، حيث لم تتكبد سوى أدنى قدر ممكن من الخسائر البشرية، كما قدرت تكاليف العملية بين المليار دولار والمليارين سنويا حيث استطاعت روسيا الاستفادة من مخزونها من القنابل التقليدية التي ترجع إلى العهد السوفيتي.